الأميرة والنثر - الصفحة الرئيسية

في ديسمبر 2021، سافر فريق يمثّل مؤسّسة Everyday Refugees Foundation، وهي منظّمة تخدم المنافع العامّة تتّخذ من أمستردام مقرًا لها في هولندا، إلى مدينة هيرهوخوفارد الواقعة في الشمال. وكان الهدف تسليم مكتبة وتركيبها وهي تضمّ 100 كتاب للأطفال تمّ التبرّع بها من خلال مبادرة مؤسّسة كلمات "تبنّ مكتبة". وكان المستفيد هنا هو AZC Heerhugowaard، وهو مركز استقبال حكوميّ للمهاجرين ومأوى آمن لهم.

وفقًا لإحصاءات المفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين التي أجريت في منتصف عام 2021، رحّبت هولندا بـ 97,621 7,391 لاجئ، و7391 من ملتمسي اللجوء، و2,087 من عديمي الجنسيّة. وفي أوائل عام 2019، قدّمت تقريرًا عن وجود 1,046 طفلًا غير مصحوبين يبحثون عن منزل جديد في البلد.

يمثّل مركز AZC Heerhugowaard الذي يتّسع لـ 600 شخص مأوىً آمنًا وملائمًا ومكانًا مناسبًا للأسر. ووقت الزيارة كان يقيم فيه 100 طفل ناطق بالعربيّة قادمون من سوريا، ومن اليمن والعراق إلى حدّ كبير، بالإضافة إلى دول شرق أوسطيّة أخرى.

عبّر ساهر عبد الله، المحامي البالغ من العمر 43 عامًا والذي سافر مع عائلته من دمشق، عن حماسه لجلب طفليه إلى المكتبة، قائلًا: "نحن ممتنون...وتوفّر الكتب العربيّة يقرّبنا من منزلنا"، فعكس بتعليقه أحد أهداف مؤسّسة كلمات – تكريم الثقافة العربيّة – المتعلّق بتوليد شعورًا بالانتماء إلى الوطن الأمّ وحمايته.

ووصل شخص جديد إلى منشأة هيرهوخوفارد اسمه محمد، وهو طبيب أسنان من حمص، وعند رؤيته المكتبة عبّر برسالة مماثلة قائلًا " تحمّست ابنتي آيلا البالغة 4 سنوات منذ سماعها من الأطفال الآخرين أنّه سوف تتمّ إضافة كتبًا جديدة باللغة العربيّة قريبًا إلى المكتبة... نقدّر هذه المبادرة". وكان محمد وعائلته اليافعة قد تحمّلوا حتى ذلك الحين رحلة استمرّت 3 سنوات على الأقل، بدأت هربًا إلى تركيا في عام 2018 ليصلوا إلى مركز الاستقبال في هولندا في نوفمبر 2021.

وفرحت عائشة، مقيمة أخرى من حمص بالغة من العمر 9 سنوات، بالمكتبة الجديدة وهي تتكوّن وتمتلئ بالكتب. وسرعان ما نصبت عينيها على كتاب معيّن عنوانه Princesses of the World، ليعيدها إلى مسكنها. وهي قصّة تصف حياة الملكيّات الشابات – 14 أميرة بالتحديد – في خلال رحلاتهنّ وأعمالهنّ عبر الأراضي والثقافات، كان من المحتمل أن تكون قصّة تتعلّق بالسورية الشابة في هيرهوخوفارد. إذ مثل بطلات القصّة، غادرت عائشة منزلها لاكتشاف أراضٍ ولغات جديدة وطرق تفكير مختلفة وتجربتها.

"أنا متشوّقة جدًّا لقراءة هذا الكتاب، ثمّ إعادته واستعارة المزيد من الكتب، شكرًا لكم!"

Cactimedia