هدفنا الثقافي والمعرفي
في إطار مساعيها إلى تحقيق مهمّتها، تعمل مؤسسة كلمات على مساعدة الأطفال المحرومين ممن يعيشون ظروفاً قاسية، وضمان حقّهم في القراءة والوصول إلى مصادر المعرفة. وتركّز إلى حدٍّ كبير على فئتين، هما: الأطفال الناطقون باللغة العربية المنحدرون من بلدان الشرق الأوسط الذين قادتهم ظروف الحروب إلى اللجوء والنزوح القسري، والأطفال الذين يعانون إعاقات بصرية.
عكست المبادرات الأربع التي أطلقتها “كلمات” الدور الرائد للمؤسسة وأعمالها؛ ففي العام 2017 مثّلت البداية مع برنامج “الانطلاقة” للتبرع بالكتب و”عيدنا معاهم”، في المخيم الإماراتي-الأردني في شمالي الأردن، حدثاّ غير مسبوق للأطفال السوريين الذين شرّدتهم الحرب وويلاتها. بينما تقوم مبادرة “تبنّ مكتبة” بتوفير الكتب لليافعين والأطفال النازحين والمهجّرين عن أوطانهم بهدف توثيق ارتباطهم بجذورهم الثقافية، ودعم جهود التعليم والتثقيف، وتسهيل اندماجهم في المجتمعات الجديدة. من ناحية أخرى، عملت مبادرة “أرى” على دعم الأهداف والتوصيات المنصوص عليها في معاهدة مراكش 2013، والإسهام في انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة، ووضع تلك التوصيات حيّز التنفيذ عبر توفير الكتب والمطبوعات على نطاق أوسع لهذه الفئة وبتنسيقات يسهل عليهم استخدامها.
الطريق إلى التمكين
The road to empowerment
برامج المؤسسة

برنامج البداية "الانطلاقة" و"عيدنا معاهم"
في مايو وسبتمبر 2017، وفي إطار هذين المشروعين، زارت وفود من مؤسسة “كلمات” مخيم “مريجيب الفهود”، والمعروف أيضًا باسم المخيم الإماراتي-الأردني للاجئين. وكان الغرض من الزيارة الأولى تسليم 1,000 كتاب للأطفال واليافعين في المخيم، أما الزيارة الثانية فكانت بهدف الاحتفال بعيد الأضحى مع هؤلاء الأطفال الذين حُرِموا من منازلهم وأسرِهم، وتوزيع الهدايا عليهم.
مبادرة "تبنّ مكتبة"
تهدف مبادرة “تبنَّ مكتبة” إلى توفير الكتب للأطفال النازحين قسراً من منطقة الشرق الأوسط، والذين استقروا مؤخراً في بعض بلدان المنطقة، أو في أوروبا، أو في بعض دول أمريكا الجنوبية، أو أماكن أخرى من العالم، وتوفر الكتب لأولئك الذين يعيشون في مجتمعات ذات دخل محدود ومتدنِ، مثل كينيا أو منطقة صوماليلاند. وتحتوي كل مكتبة مدمجة يتم تقديمها على مجموعة تضم 100 كتاب باللغة العربية.
أصدرت المبادرة ووزعت حتى الآن 16,300 كتاب في 23 دولة، استفاد منها 100 آلاف فتى وفتاة، حيث نأخذ بعين الاعتبار في البلدان المضيفة والمواقع التي تبرز فيها الحاجة إلى المكتبات عدد الأطفال واليافعين المستفيدين، واحتياجاتهم، ومقدرتهم على القراءة، ومدى تأثير وفعالية ما سنقدمه. وبناءً على ذلك، استهدفت مبادرة “تبنَّ مكتبة” مخيمات اللاجئين، والمراكز المجتمعية، والمدارس، والجامعات، والمعاهد، والمكتبات العامة، والمستشفيات، والمنظمات غير الحكومية.
غطًت مبادرة “تبنً مكتبة” أربع قارات و23 دولة في مختلف أنحاء العالم, حيث تمكًن أكثر من 100,000 طفل ويافع من الوصول الى كتب المؤسسة والاستفادة منها
في المتوسط، فإنه يستفيد حوالي سبعة أطفال من كل كتاب تقدمه وتوفّره مبادرة “تبنَّ مكتبة” حول العالم.
الجدول الزمني لتوزيع كتب مبادرة "تبنّ مكتبة"
مبادرة "أرى"
تقدم مبادرة “أرى” الدعم للأطفال المكفوفين وضعاف البصر والذين يعانون إعاقات بصرية تمنعهم من قراءة المطبوعات، من خلال دعم إصدار محتوى باللغة العربية بتنسيقات ميسّرة للمساعدة في تعزيز ثقافة القراءة وفرص الوصول لمصادر المعرفة. وتتبنى المبادرة مجموعة أهداف تعكس في مضمونها المهام المنصوص عليها في معاهدة مراكش 2013، والخاصة بتوفير الكتب على نطاق أوسع لهذه الفئة من الأطفال، وبتنسيقات يسهل عليهم استخدامها.
تسعى مبادرة “أرى” إلى تطوير قدرات الأطفال المعرفية عبر توفير كتب ومطبوعات بتنسيقات مختلفة، مثل الكتب المطبوعة بطريقة “برايل”، والكتب المطبوعة بحروف كبيرة، والكتب الصوتية، والكتب الإلكترونية بصيغة EPUB3. وفي المتوسط، يتلقى كل طفل 10 كتب بتنسيقات ميسّرة من المؤسسة.
وتتضمن جهود المبادرة تعريف الناشرين الإقليميين بالتقنيات والأدوات المستخدمة في صناعة الكتب الميسّرة، وذلك في إطار برنامج شامل، جاء نتيجة اتفاقية تعاون أبرمتها مؤسسة “كلمات” مع “اتحاد الكتب الميسرة” الذي تمّ تشكيله برئاسة “المنظمة العالمية للملكية الفكرية” (ويبو)، ويضم مؤسسات تشمل الاتحاد العالمي للمكفوفين، ومكتبات المكفوفين، وهيئات المعايير العالمية، وهيئات النشر.
بهذه الخطوة، أصبحت “كلمات” أول مؤسسة على مستوى المنطقة تنظّم ورش عمل تدريبية متخصصة للناشرين العرب بهدف تزويدهم بالآليات والتقنيات اللازمة لإصدار كتب إلكترونية ميسّرة باللغة العربية بصيغة EPUB3.
وتركز المؤسسة على هذه التقنية لما تمتاز به من خصائص، وما تتيحه من فوائد تتضمن إمكانية القراءة بصوت مرتفع إلى جانب توافقها مع برامج تحويل النص المكتوب إلى صيغ مسموعة، والتفاعل مع النص، ووضع علامات لتحديد الصفحة التي وصل إليها القارئ، والبحث في جدول المحتويات، وتتمتع بسهولة التصفح والاستخدام في مختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية، ما يدل على التقدم الكبير الذي أحدثته في دعم القراءة ونشر الثقافة والمعرفة.
وكشف استبيان إقليمي أجرته مؤسسة “كلمات” بين العامين 2018 و2019 وشمل 20 دولة عن وجود تنامٍ كبير في حاجة الأطفال إلى القصص، إضافة إلى كتب التاريخ، والعلوم، والفنون، واللغات الأجنبية؛ ما يؤكد ندرة الكتب العربية الميسّرة في المنطقة.
في الوقت نفسه، نجحت مبادرة “أرى” في إنتاج 30 ألف كتاب ميسّر تحت مظلة مبادرة “تبنَّ مكتبة”، وتوزيعها بأكملها على الجهات المستهدفة محلياً، وإقليمياً، وعالمياً.
تحمل مبادرة “أرى” على عاتقها مسؤولية زيادة الوعي العام بقضايا الأطفال ذوي الإعاقات البصرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا، والعمل على تعزيز اندماجهم في مجتمعاتهم. في هذا السياق، تخصص مؤسسة “كلمات” مواردَ مهمة لتطوير مبادئ ومعايير وإعداد دراسات حالة للمساعدة في وضع سياسات تركز بشكل أكبر على الاهتمام بالأطفال واليافعين المكفوفين وضعاف البصر.
ولأجل هذه الأسباب، تم اختيار مؤسسة “كلمات” ومبادرة “أرى” ضمن القائمة القصيرة لجائزة “ABC” الدولية للتميز فى النشر الميسر لعام 2020 و2022 في فئة “المبادرات”. وفي سبتمبر 2022، أصبحت مؤسسة “كلمات” أول منظمة غير ربحية في دولة الإمارات تحصل على ترخيص من وزارة الاقتصاد للاستفادة من معاهدة مراكش، وفي الشهر التالي، تم اعتمادنا كجهة مخولة للوصول إلى منصة (ABC Global Book Services) والسماح لنا بمشاركة ونشر الكتب الإلكترونية مع باقي المنظمات على المنصة.
واليوم تمتلك مؤسسة “كلمات” في رصيدها 133 كتاباً إلكترونياً ميسراً موجه للأطفال واليافعين العرب من الفئة العمريّة 3 – 17 عاماً، وتواصل جهودها في مساعدة الأطفال ذوي الإعاقات البصرية لتلبية طموحاتهم وتطلعاتهم في الوصول إلى مصادر القراءة والعلم والمعرفة وبناء مستقبل مشرق.
بعد حصولها على حقوق النشر بموجب معاهدة مراكش، مُنحت مؤسسة كلمات ترخيصاً على منصة اتحاد الكتب الميسّرة (ABC Global Book Service)، لتصبح بذلك أول مؤسسة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحمّل فهرسها المكون من 100 كتابًا على المنصة.
المؤسسة الآن مسؤولة عن ثاني أكبر فهرس للكتب العربية، والوحيد بتنسيق EPUB3 الميسّر والمتاح على المنصة، مما يوفر للأطفال ذوي الإعاقة البصرية تجربة ثرية بميزات ميسّرة.
توّجت “مؤسسة كلمات” مشاركتها في الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بفوزها بجائزة فئة الإشادة الخاصة من “اتحاد الكتب الميسّرة (ABC)” التابع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، ضمن فئة المبادرات.
وذلك تثميناً لجهود وإنجازات مبادرة “أرى” على صعيد دعم المكفوفين وضعاف البصر، وتعزيز وصولهم للكتب والمصادر المعرفية بتنسيقات مختلفة ودمجهم في العملية الثقافية والتعليمية.
تأتي هذه الجائزة في سياق احتفاء المؤسسات العالمية برؤية إمارة الشارقة ومؤسساتها وفعالياتها الثقافية حول أهمية ومكانة المعرفة في تمكين المجتمعات ودورها في الارتقاء بالأفراد.
في مجابهة النقص الكبير في مصادر القراءة للأطفال واليافعين والمكفوفين وضعاف البصر في الإقليم، والسعي لتوفير مصادر القراءة والمعرفة، تعمل مبادرة “أرى” على أن يتلقى كل طفل ما يصل إلى 10 كتب صوتية، وكتب مطبوعة بحروف كبيرة، وكتب مطبوعة بطريقة “برايل”.
في دراسة استقصائية شملت 223 مؤسسة تهتم باليافعين المكفوفين في منطقة الشرق الأوسط وشمالي وشرقي أفريقيا، تبيّن أنه يوجد في المتوسط معلّم واحد لكل سبعة أطفال. وفي عدد من الحالات كان المدرّسون أنفسهم مكفوفين أو ضعاف البصر.
نسبة الإعاقات البصرية بين اليافعين، وفقاً للمنظمات جاءت الردود من 61 منظمة من أصل 223